أغنية (منزل الشمس المشرقة) من الفلكلور الأمريكي هي احدى الأغنيات الخالدة
في وجدان التاريخ الانساني. حظيت هذه الأغنية بدراسات وأبحاث تاريخية واجتماعية مطولة قلما حظيت بها أغنية أخرى، وأعيد تلحينها وغناءها مرارا وعاشت أكثر من كل من غنوها
رغم سوداويتها، واحتلت موضع متقدم ضمن الأغاني المفضلة في كل الأزمنة في تصنيف مجلة
رولنج ستونز الشهيرة
كانت بالأصل قصيدة شعبية رائجة في الجنوب الأمريكي، لطالما غنتها النسوة
لأبناءهم الصغار بألحان كئيبة تلائم سوداوية كلماتها، لا يعرف كاتبها ولا تاريخ كتابتها،
ويقول بعض باحثي الموسيقى ان الأغنية الأصلية تعود للقرن السادس عشر، وهي عن حي سوهو
بلندن، وأن المهاجرين الانجليز أتوا بها الى أمريكا حيث تم تغيير بعض كلماتها ولحنها،
وأصبحت تحكي عن نيو أورليانز. لكن دراسات أخرى تقول أن الأغنية بالأصل عن نيو أورليانز
وان كان لا يعرف لها تاريخ
تم تناقل الأغنية عبر سنوات شفويا بشكل تقليدي، ولعل أقدم تسجيل رسمي وجد لها كان
النسخة التي قام بأداءها الموسيقيان الريفيان توم كلارنس آشلي وجوين فوستر عام 1933، وقال توم
آشلي أنه تعلم الأغنية في صغره من جده اينوك آشلي
فيما بعد، قام باحث الموسيقى والفلكلور آلان لوماكس مع والده الموسيقي
جون ايه لوماكس، والذي كان يعمل آنذاك قيّما على ارشيف الأغاني الشعبية الأمريكية التابعة
لمكتبة الكونغرس، بتسجيلها كأغنية فلكلورية. ونظرا لتسجيلها بدون حقوق
ملكية فقد تغنى الكثير من الفنانين والفرق الموسيقية بها عبر تاريخها المديد، وممن غناها
الفنان الشهير بوب ديلان، وأسطورة الجاز الأمريكي نينا سيمون، وفنانة موسيقى الكونتري الجميلة دوللي بارتون، وصاحبة الصوت الذهبي جودي ميلر، وغنتها في السبيعنيات فرقة
غنائية اسمها "سانتا ازميرالدا"، وفي 2002 أعادت فرقة "ميوز" الانجليزية غناءها، لكن أشهر أداء لها كان من غناء فرقة أينمالز في عام 1964، التي أضافت لها بعض التجديد الموسيقي دون أن تفقد اللحن روحه الجنوبية
تحكي كلمات الأغنية قصة انحراف وضياع، ولعل أبسط شرح لها ما ذكره أحد مغنيها من أنها عن (حياة سارت بشكل خاطئ). وقد أقيمت عدد من الدراسات والأبحاث لتحديد
موقع (منزل الشمس المشرقة) في نيو أورليانز بولاية لويزيانا، وقيل أن "المنزل" كلمة مخففة
استخدمت لوصف مكان تعالج فيه بائعات الهوى والمومسات من مرض الزهري، ولا تخرج الكثيرات منه أحياء. وقيل أنه بالأصل كان بيتا للدعارة تديره امرأة اسمها (لوسولي ليفان) أي (الشمس المشرقة) بالفرنسية. وقيل أيضا أن (منزل الشمس المشرقة) تورية استخدمت لاخفاء
هوية سجن شهير بنيو اورليانز وأن الأغنية تروي قصة فتاة قتلت أباها السكير الذي كان يضرب زوجته، وحكم عليها
بالسجن المؤبد، وكانت تجلس في زنزانتها تشاهد من نافذتها شروق الشمس كل صباح. يرجح هذه الرواية الصور القديمة للشمس التي كانت ترسم على بوابة سجن النساء
في نيو أورليانز، بالاضافة الى عبارة (لأضع الأصفاد من جديد) المذكورة في الأغنية، كما أن هذه الأغنية في الأدبيات التراثية ارتبطت بالنساء اللاتي كن يرددنها دون الرجال، لذا اعُتقد أنها تروي معاناة احداهن. لكن آثار التنقيب في مركز المدينة القديمة في 2005 أثبت وجود دلائل
عن فندق كان موجودا في شارع كونتي بالقسم الفرنسي من المدينة، كان مشهورا بفتيات الليل
قبل احتراقه عام 1822 م، قيل أن هذا الفندق هو المنزل المذكور في الأغنية
التراثية. المؤكد أن (منزل
الشمس المشرقة) كان مكانا للفساد والانحراف و(كان سببا في تدمير حياة أكثر من صبي
بائس) كما تقول كلمات الأغنية
الأغنية الساحرة من أداء فرقة أنيمالز الشهيرة
وبصوت الفتى المشاغب اريك بوردون
ترجمة الأستاذ أحمد خالد توفيق للأغنية الى العربية
ثمة بيت في نيو أورليانز يسمونه (الشمس المشرقة) كان سببًا في تدمير حياة أكثر من صبي بائس يا رباه.. أعرف أنني كنت واحدًا من هؤلاء.. | There is a house in New Orleans They call the Rising Sun And it's been the ruin of many a poor boy And God I know I'm one |
أمي كانت خيّاطة خاطت لي سروالي الجينز الجديد. وأبي كان مقامرًا هناك في نيو أورليانز | My mother was a tailor She sewed my new bluejeans My father was a gamblin' man Down in New Orleans |
الآن كل ما يريده المقامر هو صندوق ثياب وحقيبة ولا يشعر بالرضا إلا عندما يكون ثملاً... | Now the only thing a gambler needs Is a suitcase and trunk And the only time he's satisfied Is when he's on a drunk |
أيتها الأم أخبري أطفالك ألا يفعلوا ما فعلت أنا.. لا تقضوا حياتكم في الخطيئة والتعاسة في بيت الشمس المشرقة | Oh mother tell your children Not to do what I have done Spend your lives in sin and misery In the House of the Rising Sun |
لقد وضعت قدمًا على رصيف المحطة والقدم الأخرى داخل القطار.. أنا عائد لنيو أورليانز لأضع الأصفاد من جديد.. | Well, I got one foot on the platform The other foot on the train I'm goin' back to New Orleans To wear that ball and chain |
ثمة بيت في نيو أورليانز يسمونه (الشمس المشرقة) كان سببًا في تدمير حياة أكثر من صبي بائس وأعرف أنني كنت يا رباه واحدًا من هؤلاء.. | There is a house in New Orleans They call the Rising Sun And it's been the ruin of many a poor boy And God I know I'm on |