الاثنين، 2 يناير 2012

ونجت غزة.. وانتصرت غزة

في مثل هذه الأيام قبل ثلاث سنوات.. كانت اسرائيل وبمساندة القوى العالمية تشن عدوانا دمويا على قطاع غزة.. ثلاث سنواتٍ مرت على تلك الأحداث المؤلمة.. ثلاث سنوات ربما لم يتغير فيها الكثير في ذلك القطاع الذي لا زال مضطهدا محاصرا برغم كل التغييرات الجذرية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط


برغم ماسأوية ذكرى العدوان الغاشم على غزة، الا أنه يمّثل لي  أيضا ذكرى لها مكانة خاصة، وبداية تحول فكري ونقطة تغيير..جعلتني أكثر اهتماما والتزاما بقضايا الأمة. والحق يقال أن العدوان على غزة لم يغيّرني لوحدي بل غيّر اشياء كثيرة ربما لم تضعها اسرائيل في حسبانها آنذاك. زاد ضيق الشعوب بحكامها الخاملين تجاه محنة اخوانهم بفلسطين وغزة تحديدا، وزاد وعي الشباب وشعورهم بمسؤوليتهم الكبيرة عن صنع التغيير المنشود



أحداث 2008 والتي كان من أبرزها العدوان على غزة واستمرار نزيف الدم في العراق كانت بشكل ما بداية تأسيس لتغييرات 2011.. حينها بدأ الغليان يزيد.. والغضب يزيد. أذكر انني وزملائي الشباب - الناشطون منهم وغير الناشطين - لم نكن ننام الا قليلا وتسمّرنا أمام شاشات الأخبار والمواقع الالكترونية التي تنقل الاخبار مباشرة، وفي الجامعة وفرت لنا العميدة بعد ضغوطات شاشة كبيرة في الساحة الرئيسية تنقل بث قناة الجزيرة، وكنا نهرع ما ان تنتهي المحاضرة الى الساحة لنرى كم زاد عدد الشهداء.. تخيلوا قلوبا يافعة مليئة بالحيوية تمّر بهذه التجربة المؤلمة.. ولو لم يتوقف العدوان يوم توقف لأصبنا بالجنون ومتنا كمدا
نعم عشنا وعاشت الأمة بمجموعها أيام العدوان على غزة أكثر ايامها ذلا وهوانا، وزاد هذا من الحراك الشبابي وتولدت محاولات جريئة تبلورت فيما بعد في الربيع العربي





مدينون لكي يا غزة بالكثير.. ديننا كبير لا يردّه الا تحرير فلسطين شبرا شبرا.. وصلاةٌ في المسجد الأقصى قبل الموت